--------------------------------------------------------------------------------
آداب الأخوة في الله
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمان الرحيم
آداب الأخوة في الله و الحب و البغض فيه سبحانه
المسلم بحكم إيمانه بالله تعالى لا يحب إذا احب إلا في الله و لا يبغض إذا أبفض إلا في الله ، لأنه لا يحب إلا ما يحب الله و رسوله ، و لا يكره إلا ما يكره الله و رسوله ، فهو إذا بحب الله و رسوله يحب و ببغضهما يبغض . و دليله في هذا قوله صلى الله عليه و سلم : ( من أحب لله و أبغض لله ، و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان ) و بناء على هذا فجميع عباد الله الصالحين يحبهم المسلم و يواليهم ، و جميع عباد الله الفاسقين عن أمر الله و رسوله يبغضهم و يعاليهم ، بيد أن هذا غير مانع للمسلم أن يتخذ إخوانا أصدقاء في الله تعالى يخصهم بمزيد محبة و وداد ، إذ رغب الرسول صلى الله عليه و سلم في اتخاذ مثل هؤلاء الإخوان و الأصدقاء بقوله : ( المؤمن ألف المؤلوف ، و لاخير في من لا يؤلف و لا يؤلف ) و قوله صلى الله عليه و سلم ( إن الله تعالى يقول : حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي ، و حقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي ) .
و شروط هذه الأخوة أن تكون بالله و في الله بحيث تخلوا من شوائب الذنيا و علاقتها المادية بالكلية ، و يكون الباعث عليها الإيمان بالله لا غير .
و أما آدابها فهي أن يكون المتخد أخا :
1 عاقل لأنه لا خير في أخوة الأحمق و صحبته ، إذ قد يضر الاحمق الجاهل من حيث يريد أن ينفع.
2 حسن الخلق ، إذ سيء الخلق و إن كان عاقلا قد تغلبه شهوته أو يتحكم فيه غضبه فيسيء إلا صاحبه.
3 تقيا لأن الفاسق الخارج عن طاعة ربه لا يؤمن جانبه إذ قد يرتكب ضد صاحبه جريمة لا يبالي معها بأخوة أو غيرها لأن من لا يخاف الله تعالى لا يخاف غيره بحال من الاحوال .
و السلام عليكم و رحمة الله