(11)- الحوض:
ــــــــــــــــــــــــــ
وفي صحيح مسلم عن أنس قال:
بينما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً:
فقيل: ما أضحكك يا رسول اللّه؟
قال: نزلت على آنفاً سورة يقرأ فيها: بسم اللّه الرحمن الرحيم: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ.) .
ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟
فقلنا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: فأنه نهر وعدنية ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم (أي يعدل به عن الحوض، وهو إما المرتد وإما العاصي) فأقول ربي إنه من أمتي فيقول: ما تدري ما حدث بعدك .
وعن سمرة بن جندب قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبي حوضاً وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة وأني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة :
فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا .
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله .
قال : أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد .
قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله .
قال : أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله .
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض. ( رواه مسلم )
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ممسك بحجزكم عن النار هلم عن النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين فأقول أي رب أمتي فيقول يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك .
(رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال قشعا مكان سقاء وإسنادهما جيد إن شاء الله)
ومن حديث كعب بن عجرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض.
(ورواه الترمذي والنسائي)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا آخذ بحجزكم أقول إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود ثلاث مرات فإذا أنا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح .
(الحديث رواه من رواية ليث بن أبي سليم)
وعن يحيى بن جعدة قال :
عاد خبابا ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبشر يا أبا عبد الله ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض فقال كيف بهذا وأشار إلى أعلى البيت وأسفله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يكفي أحدكم كزاد الراكب.
( رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد)
وعن ثوبان رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حوضي ما بين عدن إلى عمان أكوابه عدد النجوم ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وأكثر الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين قلنا يا رسول الله صفهم لنا قال شعث الرؤوس دنس الثياب الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون ما لهم .
(رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو في الترمذي وابن ماجه بنحو).
وعن أبي سلام الأسود أنه قال لعمر بن عبد العزيز:
سمعت ثوبان رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأوانيه عدد النجوم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم السدد .
قال عمر : لكني قد نكحت المنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت إلي السدد لا جرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعث ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ .
(رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد).
قيل إن اللّه ستر أربعاً في أربع :
1- ستر رضاه في طاعته :
فلا يحقرن أحدكم من الطاعة شيئاً , فرب محتقر من الطاعة فيه رضا اللّه.
2- وستر غضبه في معصيته :
فلا يحقرن أحدكم شيئاً من المعصية ، فرب محتقر من المعصية فيه غضب اللّه.
3- وستر وليه في خلقه :
فلا يحقرن أحدكم أحداً من خلق اللّه ، فرب من لا يؤبه له وهو ولي اللّه.
4-وستر الإِجابة في الدعاء:
فلا يحقرن أحدكم شيئاً من الدعاء ، على أي حال كان، وفي أي موطن كان.
--------------------------------------------------