(9)- الميزان:
ـــــــــــــــــــــــ
قال اللّه تعالى:
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ }الأعراف 8-9
قال اللّه تعالى:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَأَبِطَتْ اعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً }الكهف105
قال اللّه تعالى:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }الأنبياء47
قال اللّه تعالى:
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }المؤمنون 102-103
قال اللّه تعالى:
((الْقَارِعَةُ{1} مَا الْقَارِعَةُ{2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ{3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ{5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ{8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ{10} نَارٌ حَامِيَةٌ{11}))القارعة.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك .
( رواه مسلم )
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى يا عبدي أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما بيده وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع.
(رواه البخاري ومسلم).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
( رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه) .
وعن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان :
لا إله إلا الله .
وسبحان الله .
والحمد لله .
والله أكبر .
والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه .
(رواه النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر.
ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون .
فيقول : لا يا رب .
فيقول : أفلك عذر .
فقال : لا يا رب .
فيقول الله تعالى : بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات.
فقال : فإنك لا تظلم .
فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء .
(رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم).
وذكر أبو بكر البزار رضي اللّه عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ملك موكل بالميزان فيؤتي بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان :
* فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً .
* وإن خفت ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً
عن عائشة رضي اللّه عنها أنها ذكرت النار فبكت:
فقال صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟
قالت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة.
فقال صلى الله عليه وسلم: أما ثلاثة مواطن فلا يذكر فيها أحد أحداً:
1-عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل .
2-وعند الكتاب حين يقال هاؤم أقرؤا كتابيه حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره .
3-وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم. (سنن أبي داود)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون من المفلس .
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.
(رواه مسلم والترمذي )
وروي عن عبد اللّه بن مسعود قال:
إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأولين والآخرين ثم نادى مناد من كان يطلب مظلمة فليجئ إلى حقه فليأخذه فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته أو أخيه فيأخذ منه وإن كان صغيراً ومصداق ذلك في كتاب اللّه عز وجل: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ. فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَلِدُونَ.). معالم التنزيل)
ويؤتى بالعبد وينادي مناد على رؤوس الأولين والآخرين هذا فلان ابن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه ثم يقال آت هؤلاء حقوقهم فيقول يا رب من أين وقد ذهب الدنيا فيقول اللّه عز وجل للملائكة انظروا في أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا ربنا بقي له مثقال ذرة من حسنة فيقول اللّه عز وجل ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة ومصداق ذلك في كتاب اللّه عز وجل: (إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَعِفْهَا).
وإن كان عبداً شقياً قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقي طالبون فيقول اللّه عز وجل خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكاً إلى النار.
وذكر الترمذي من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
إن اللّه سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول اللّه أتنكر من هذا شيئاً،أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول لا يا رب فيقول اللّه أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً رسول اللّه فيقول أحضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال: إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة قال فلا يثقل مع أسم اللّه شيء: أي من كان معه ذكر اللّه فلا يقاومه شيء يترجح من المعاصي بل يترجح الذكر على المعاصي.
وقيل إذا تعلق المظلوم بالظالم الأواب وهو الذي أقلع عن الذنب فلم يعد إليه ولم يتمكن من الاستحلال :
قال اللّه للمظلوم : ارفع رأسك فيرفع رأسه فإذا بقصر عظيم يلوح .
فيقول: ما هذا يا رب ؟
فيقول: إنه للبيع فاشتره مني .
فيقول :ما معي ثمنه .
فيقول: أن تبرئ مظلمة أخيك فالقصر لك.
فيقول قد فعلت يا رب.
وحكي أنه لما حضرت لقمان الحكيم الوفاة بكى :
فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبت؟
فقال :يا بني لست أبكي على الدنيا ولا على نعيمها ولكن على ما أمامي من:
الشقة البعيدة .
والمفازة السحيقة .
والعقبة الكئود .
والزاد القليل .
والحمل الثقيل .
ولا أدري أيحط عني ذلك الحمل حتى أبلغ الغاية .
أم أثقل حتى أساق إلى النار فلهذا أبكي..... فمات رحمه اللّه.
-----------------------------------------------------
(10)- الصراط :
ـــــــــــــــــــــــــ
قال اللّه تعالى:
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً{68} ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً{69} ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً{70} وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72}مريم.
وعن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل يعني الجواز على الصراط . (رواه الطبراني)
ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الأقدام .
(رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني)
وعن عبد الله بن مسعود أيضا رضي الله عنه عن النبي قال :
يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء فذكر الحديث إلى أن قال ثم يقول يعني الرب تبارك وتعالى ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم :
فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه .
ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك .
ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده .
ومنهم من يعطى أصغر من ذلك .
حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أطفئ قام فيمرون على قدر نورهم :
منهم من يمر كطرفة العين .
ومنهم من يمر كالبرق .
ومنهم من يمر كالسحاب .
ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب .
ومنهم من يمر كالريح .
ومنهم من يمر كشد الفرس .
ومنهم من يمر كشد الرجل .
حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها .
قال :فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب .
فيقول :رب أدخلني الجنة .
فيقول له : أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار .
فيقول : رب جعل بيني وبينها حجابا لا أسمع حسيسها .
قال : فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم .
فيقول : رب أعطني ذلك المنزل .
فيقول له : لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره .
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه إليه حلم .
قال : رب أعطني ذلك المنزل .
فيقول الله تبارك وتعالى له : فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره .
فيقول : لا وعزتك يا رب وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت .
فيقول لله جل ذكره : ما لك لا تسأل .
فيقول : رب قد سألتك حتى استحييتك وأقسمت حتى استحييتك .
فيقول الله جل ذكره : ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه .
فيقول : أتهزأ بي وأنت رب العزة .
فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من الحديث ضحك . فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن . . قد سمعتك تحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه . قال :
فيقول الرب جل ذكره : لا ولكني على ذلك قادر سل .
فيقول : ألحقني بالناس .
فيقول : الحق بالناس فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا .
فيقال له : ارفع رأسك ما لك .
فيقول : رأيت ربي أو تراءى لي ربي .
فيقال : إنما هو منزل من منازلك .
قال : ثم يلقى رجلا فيتهيأ للسجود له .
فيقال له : مه .
فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة .
فيقول : إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه قال فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا .
فيقال له : شرف فيشرف .
فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال:
فقال عمر: ألا تسمع ما يحدثنا بن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت إن الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون . قال وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه.ثم قال من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون بريحه فيقولون واها لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه قال ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو .
(رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم هكذا عن ابن مسعود مرفوعا وآخره من قوله إن الله جل ذكره خلق دارا إلى آخره موقوفا على كعب وأحد طرق الطبراني صحيح واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد وهو في مسلم بنحوه).
وعن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس :
قال :فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم .
فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة .
فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال .
فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما قال فيأتون موسى .
فيقول : لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه .
فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم .
فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق قال قلت بأبي وأمي أي شيء كالبرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا . ( رواه مسلم)
وفي صحيح البخاري قال:
رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فو الذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى لمنزلة في الجنة منه لمنزلة كان في الدنيا.
وفي رسالة القشيري قال معاذ بن جبل:
إن المؤمن لا يطمئن قلبه ولا تسكن روعته، حتى يخلف جسر جهنم.
وكان أبو ميسرة رضي اللّه عنه:
إذ أوى إلى فراشه قال: يا ليت أمي لم تلدني، ثم يبكي، فقيل ما يبكيك؟ فقال: أخبرنا أنا واردوها ولم نخبر أنا صادرون عنها.
وبكى عبد اللّه بن رواحة وقال:
آية أنزلت ينبئني فيها ربي، إني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها، فذلك الذي أبكاني.
وقال الحسن:
كيف لا يحزن المؤمن وقد حدث عن اللّه أنه وارد جهنم ولم ينبئه بأنه صادر عنها.
----------------------------------------------------